أولا: مفهوم الجمهور وخصائصه.
يمكن القول بأن الجمهور هو عبارة عن تجمع بشري لعدد من الأفراد تتحكم
فيهم مجموعة من المبادئ والقيم والأهداف .
يتكون الجمهور من عدة
أشخاص, هؤلاء الأشخاص مختلفين في الأنماط السلوكية. وفي حالة مستمرة للتفاعل والاتصال
مع بعضهم البعض. وهذا الجمهور من الأشخاص له حاجات ودوافع خاصة ومشتركة.
قرر الخالق جل وعلا مبدأ التعامل بين الناس, وجعله ضرورة بشرية وسنة
كونية,
قال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل
لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير).
التعامل مع الآخرين مهارة لا يحسنها كثير من الناس، فرب كلمة طائشة
تخرج من الفم تفسد صفاء العلاقة.
ويتفاوت الناس في قدراتهم الذاتية على استقبال المثيرات وتفسيرها
وترجمتها,
فالطبيعة البشرية متغيرة ولا تنفصل عن
الظروف والبيئة المحيطة.
الناس
منذ خلقه الله وهم مختلفو الطبائع والرغبات والميول، روى مسلم عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم, أنه قال: ( الناس
معادن كمعادن الفضة والذهب خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا, والأرواح جنودٌ
مجندةٌ, فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف )
ويعلم
بداهة أن معاملة هذه الاختلافات لدى البشر معاملة واحدة لا يمكن أن تأتي
بنتيجة إيجابية ناجحة، فما يلاءم هذا لا يناسب ذلك.
ويُعلم بداهةً أن معاملة هذه الاختلافات معاملةً واحدةً لا يستقيم.
فما يلائم هذا لا يناسب ذاك، وما يحسُنُ مع هذا لا يجمل مع غيره. لذا قيل:(خاطبوا الناس على قدر عقولهم ). إنها المعرفة بنفسيات الناس وما يطيقون وما يحبون, ومعرفة الدخول إلى
قلوبهم.
الإنسان كما هو معلومٌ مكونٌ من عدة قضايا, فهو ليس آلةً من الآلات,
وإنما هو إنسانٌ بروحه وجسمه وعقله ومشاعره, وهو محتاجٌ لتغذية هذه الأمور كلها
وبعض الناس يخطئون عندما يتعاملون مع الجمهور, إذ يتعاملون مع الفكر فقط أو الفعل
فقط دون أن يهتموا بمشاعر الإنسان الذي يتعاملون معه. كأصحاب المصانع الذين
يتعاملون مع الجسم: كم ينتج ؟ كم ساعة يعمل ؟, ويهملون جانب الفكر وجانب العقل
وجانب المشاعر.
كثيرٌ من الناس يهملون جوانب وقضايا من قضايا التعامل مع الإنسان,
ولكن لابد من التركيز عليها كاملةً حتى يكون التعامل مع الإنسان شاملاً ومؤثراً.
هذا التعامل يختلف الأثر الناتج عنه بحسب محتوى الكلام, أو طريقة الكلام, أو
السلوك المصاحب للكلام, فقد يقول إنسانٌ كلاماً معيناً تحس منه أن هذا الإنسان
يقوله من قلبه, وآخر يقول الكلام نفسه غير أنك تحس أنه يقوله من فمه.
وهذا يحتاج إلى تدريبٍ وإلى ممارسةٍ, فإنسان يكلمك وهو ينظر إليك فـهو
يحترمك ويقدرك, فهذا يختلف عن إنسانٍ يكلمك وهو ينظر إلى ورقة أمامه أو إلى مكان
آخر, حتى إذا سكت عن الحوار قال لك: تفضل أكمل وهو ينظر إلى الأرض مثلاً. إن هذا غير مهتمٍ بك.
ثانيا : تنمية مهارات التخاطب مع الجمهور
المرحلة الاولى ( خطط )
في
البداية عدم التخطيط لأي شيء نقوم به فهو تخطيط يؤدي للفشل. فالتخطيط الجيد لعملية
التواصل مع لآخرين هو الاساس في نجاحها.
( ومن
التخطيط الجيد ان نجيب على الاسئلة التالية/
من هو المستهدف / وماذا اقدم / ولماذا / وكيف /
و متى / و ما هي ردة الفعل المتوقعة)
1. المرحلة الثانية ( حضر )
بعد التخطيط الجيد والمتوازن حضر جيدا الرسالة التي تريد إيصالها بأن
تشمل اهم المعلومات مثل:
v الافتتاحية الجيدة
الملفتة للانتباه.
v ذكر الارقام او
الافكار التي تساعد على بلوغ الهدف .
v ذكر المنهجية التي
سوف تتبعها اثناء إرسال الرسالة.
v ثم الخاتمة التي تلخص
فيها ما سبق
v وثم تختم بالشكر
للآخرين على الإنصات.
2. المرحلة الثالثة ( جرب )
اذا كانت الرسالة التي تحملها تقدم لأول مرة عليك التدرج في الطرح بان
تلقيها أمام جمهور تختاره انت ولو كان من داخل اسرتك ثم تقيم الوضع بعد ذلك.
كرر المحاولة امام جمهور أكبر بعضه من خارج ما تعودت عليه سابقا.
للتعلم من الأخطاء يمكن ان تسجل او تصور الموقف
(بالفيديو) وتعيد النظر فيه وتتعرف على المواقف السلبية
التي وقعت فيها وتعمل على تعديلها.
المرحلة الرابعة( قدم ) فأنت تستطيع .
3. التخلص
من التردد والخوف:
بعدما
تقوم بإنجاز الخطوات الثلاث السابق ذكرها كما ينبغي سيتولد لديك شعور بالثقة و
ستشعر بمزيد من الاطمئنان وسوف تنفذ الخطوة الرابعة بإتقان بمشيئة الله تعالى ،
ومع التكرار تتغير المواقف الى الاحسن.
مواصفات
المتحدث الجيد
اذا طرح عليك سؤال هل
انت متحدث جيد ؟
فبما ذا يكون الجواب
( نعم / لا / لا اعرف)
الجواب على احد الإجابات
الثلاثة السابقة يحتاج الى تأن في معرفة امكانات المتحدث الجيد.
هناك مواصفات خاصة
بالمتحدث الجيد. فما هي ؟؟
المتحدث
الجيد
-
يفهم احتياجات الجمهور.
-
يسعى الى تلبية احتياجات الجمهور.
-
خبير في الموضوع الذي يتطرق اليه.
-
يسعى باستمرار نحو الافضل.
-
يقدم ما لديه بحماس وإخلاص.
-
صوته محبب ومظهره جيد.
-
يشجع الجمهور على المشاركة.
-
يعطي تغذية راجعة ويطلبها من الآخرين.
-
يسوق الامثال والقصص لمزيد من التوضيح
والمتعة والإثارة.
-
يستخدم الطرفة والتشويق في الوقت
المناسب وبطريقة مناسبة.
-
يبين للمستمع كيفية استخدام المعلومة
لتصبح ( معلومة عملية ).
-
يساعد الجمهور على حفظ المعلومة من
خلال ( التكرار الرسوم , المشاركة)
ثالثا: القيم الموضوعية للتعامل مع
الجمهور.
إذا فكرنا في العلاقات الإنسانية التي تربط الناس ببعضهم البعض سنجد
غياب الكثير من القيم، مما حول النفوس إلي كائنات ضارية نتعارك معها كل يوم بل كل
ساعة. لكل إنسان جانبان إحداهما يستحق النقد والآخر يستحق المدح.
فكيف حينئذ تحقق السعادة لنفسك في تعاملك مع الآخرين وإصدار أحكامك
عليهم؟ لابد من أن تتحلى أنت بهذه الصفات لكي تستطيع التعامل مع أى شخص، فأنت فقط
الذي بوسعك تحقيق ميزان السعادة والرخاء:
الموضوعية:
ومعني ذلك أن تنقد نفسك قبل نقدك للآخرين, بالإضافة إلي تقبل نقد
الآخرين لك، ويقصد هنا "النقد
الإيجابي"
ليس القائم علي المصالح الشخصية.
المرونة:
المرونة والحياد وعدم الانحياز, هي كلمات مرادفة لبعضها البعض تظهر
هذه المرادفات بوضوح في تعاملاتنا وعلاقاتنا في محيط الأسرة والعمل ويكون الانحياز
مطلوباً وحاجة ملحة في الحق وإنجاز الأعمال وأدائها، أو لموضوع عندما تكون إيجابيات
أكثر من سلبياته.
التواضـع:
عليك بأجمل الأخلاق (التواضع) فمهما بلغت منزلتك، فإنه يرفع من قدرك
ويجعلك تبدو أكثر ثقة بنفسك, وبالتالي سيجعل الناس يحرصون على ملازمتك وحبك.
اعرف حدود قدراتك وإمكاناتك، لا تغتر ولا تتعالى علي من هم حولك واجعل
الكلمة الطيبة دائماً ضمن قاموسك اللغوي الذي تستخدم مصطلحاته في حوارك مع الآخرين.
الصبر والمثابرة:
إذا كان هناك أشخاص يحاصرونك بالمضايقات
عليك بالتحلي بالصبر والمثابرة, والمحاولة في كل مرة
تفشل فيها عند التعامل معهم حتى يتغيروا وتكيفهم حسبما تريد, لكي تصل إلي نتيجة
ترضيك.
سعة الأفـق:
لا تتعصب لرأيك بل كن علي استعداد لتغييره أو التخلي عنه إذا دعت
الحاجة لذلك.
لا تقبل أي شيء علي أنه نتيجة نهائية وحتمية بل قابلة للمناقشة
والتغيير.
تعلم كيف تعارض وكيف تؤيد كل حسب الموقف.
العـقلانية:
عدم الخضوع للمشاعر الذاتية، لابد وأن يكون هناك تفسيرات وأعذار
مقبولة لكل فعل يقوم به الإنسان تجاه غيره.
فسعادتك المنشودة لا تكمن في الجفاء والكراهية, وإنما في العطاء والحب
للآخرين بلا حدود!!
رابعاً: معوقات الاتصال بالجمهور.
الاتصال في أبسط معانيه هو نقل فكره أو معنى من شخص مرسل إلى شخص أخر مستقبل
عن طريق الكلام أو الكتابة أو الإشارة.
ومهارة الاتصال بالآخرين, تحتاج إلى تدريب وممارسة, وهي قابلة للتحسن
مع تراكم الخبرات ولكن لا تهمل تطويرها.
أهم المعوقات, ما يلي:
المعوقات الاجتماعية والنفسية:
اختلاف الأفراد في
صفاتهم وطبقاتهم الاجتماعية.
حالة الفرد النفسية
وميولة وقدراته الإدراكية تؤثر على كفاءة الاتصال.
دوافع وحاجات الأفراد
إذا لم يتم إشباعها تنعكس على حالته الانفعالية وتؤثر بشكل سلبي على كفاءة الاتصال.
المعوقات اللغوية:
اعتقاد الفرد بأن
الأخرين يفهمون تماما الكلمات التي يتحدث بها طالما أنه يعرفها ويفهمها.
وجود مفردات لغوية
لها عدة معاني حسب البيئة التي نشأ فيها الفرد.
لغة الاتصال تتضمن
رموز وصور معينة قد يختلف الأفراد في تفسير هذه الرموز.
المعوقات الأخرى:
استخدام وسيلة اتصال
غير مناسبة لمضمون الرسالة.
عدم توافر الوسائل
الحديثة للاتصالات وانخفاض مهارة وكفاءة من يعملون عليها.
وجود ضوضاء وشرشرة
خلال عملية الاتصال.
المراجع :