تقرير سورة الانفطار تربية إسلامية للصف الرابع
سورة الإنفطار
سورة الانفطار هي سورة مكية، عدد
آياتها تسعة عشر، ترتيبها الثانية والثمانون بينَ سور المصحف الشريف، وهي في الجزء
الثلاثين، نزلت على الرسول -عليه السلام- بعد سورة النازعات، تناولت
سورة الانفطار عدّة مواضيع منها الانقلاب الكوني الذي يصاحب يوم القيامة وما يحدث
في ذلك اليوم من أهوال وأحداث تُصيب القلب بخوفٍ من الله -سبحانه وتعالى-، ثم بينت
حال الأبرار والفجار يوم البعث والنشور، وفي هذا المقال سيتم تناول معلومات عن سبب
نزول سورة الانفطار
سبب ئزول سورة الانفطار تُعَدُّ سورة
الانفطار من السور القرآنية التي أنزلها الله -سبحانه وتعالى- لعدّة أسباب، فمن
آياتها ما نَزَل ليبين مشاهد الانقلاب الكونيّ من انفطار السماء وانتثار الكواكب،
وتفجير البحار، وتبعثّر القبور، ثم ما يعقب ذلك من الحساب والجزاء، كما جاءت هذه
السورة لتبين جحود الإنسان وكفره بالنعم التي أنعهما على الله -عز وجل- على عباده
فهو أوجد العباد من العدم وأحسن الخلق، وعلّم الإنسان ما لم يعلم، كما فضّل العباد
على كثير من خلقه، ولكن كانت مكافأة هذه النعمة النكران ومقابلة الإحسان بالإساءة،
فنزلت الآيه الكريمة بقوله -عز وجل-: "يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ
بِرَبِّكَ الْكَرِيم" صدق الله العظيم
تفسير بعض آياتها :
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ *
وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ
مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ
}
أي: إذا انشقت السماء وانفطرت،
وانتثرت نجومها، وزال جمالها، وفجرت
البحار فصارت بحرا واحدا، وبعثرت القبور بأن أخرجت ما فيها من الأموات، وحشروا للموقف بين يدي
الله للجزاء على الأعمال. فحينئذ ينكشف الغطاء، ويزول ما كان خفيا، وتعلم كل نفس
ما معها من الأرباح والخسران، هنالك يعض الظالم على يديه إذا رأى أعماله باطلة،
وميزانه قد خف، والمظالم قد تداعت إليه، والسيئات قد حضرت لديه، وأيقن بالشقاء
الأبدي والعذاب السرمدي
و [هنالك] يفوز المتقون المقدمون لصالح
الأعمال بالفوز العظيم، والنعيم المقيم والسلامة من عذاب الجحيم.
{ 6 - 12 } { يَا
أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ
فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ * كَلَّا بَلْ
تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ * وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ
* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ }
يقول تعالى معاتبا للإنسان المقصر في
حق ربه، المتجرئ على مساخطه : { يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا
غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ } أتهاونا منك في حقوقه؟ أم احتقارا منك
لعذابه؟ أم عدم إيمان منك بجزائه؟
أليس هو { الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ } في أحسن تقويم؟ { فَعَدَلَكَ } وركبك تركيبا
قويما معتدلا، في أحسن الأشكال، وأجمل الهيئات، فهل يليق بك أن تكفر نعمة المنعم،
أو تجحد إحسان المحسن؟
إن هذا إلا من جهلك وظلمك وعنادك
وغشمك، فاحمد الله أن لم يجعل صورتك صورة كلب أو حمار، أو نحوهما من الحيوانات؛
فلهذا قال تعالى: { فِي أَيِّ
صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ }
[وقوله : { كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ } أي: مع
هذا الوعظ والتذكير، لا تزالون مستمرين على التكذيب بالجزاء.
وأنتم لا بد أن تحاسبوا على ما عملتم،
وقد أقام الله عليكم ملائكة كراما يكتبون أقوالكم وأفعالكم ويعلمون أفعالكم، ودخل
في هذا أفعال القلوب، وأفعال الجوارح، فاللائق بكم أن تكرموهم وتجلوهم وتحترموهم